saratek Admin
عدد المساهمات : 878 تاريخ التسجيل : 17/07/2011 العمر : 36 المزاج : الحمد الله
| موضوع: ميـزان الحــــــــب~ الإثنين 19 سبتمبر - 17:42 | |
| { مدخل .. صديقتي .. أحبكِ في الله جميل أن نُحبهم أن يملأون أيّامنَا ألَقاً بِقُربِهم .. أن يكونوا لنا رِفاقاً في طريقِ الجنة -بإذن الله- ..
وجميلٌ جداً أن نرتقي بحُبِنا لهم ..لنَصِل -بإذن الله- إلى منابرَ من نُور يغبِطنا عليها الأنبياء والصديقين والشهداء ..
و رُغم ذلك مُؤلِم أن نميلُ بحبنا ويُزيّن لنا الشيطان ماكان للهِ بدايةً .. مُؤلِم أن نحِيد بعد أن سِرنا طويلا في الطريق ..
مُؤلم أن يُصبِحوا لنا كُلّ شيء .. فـ تفقِدُ بقيّة الأشياء نكهة وجودها .. فلا نُحبّ إلا هُم .. ولا نشتاقُ إلا إليهِم .. ولا نأنسُ إلا بِوجودِهم .. ولا ننتظرُ إلا رسائلهم ..
نملأُ الدُنيا حديثاً عنهم .. نُسرِفُ كثيرا في حُبِنا لهم .. نُغرِقُهُم بِـ فيضِ مشاعِرنا صُبح مساء .. فيغيبُ مع ذلك التناصُح والحُب في الله بحقيقته .. يغيبُ التذكير بالله .. يغيبُ كُل شيء كان لله ..
فيلتصقوا بنا كالدم .. لانتخيّلُ حياتَنا بِدون وجودِهم .. ونبكيهم شوقاً .. ونتلّهفُ لرؤيتِهم .. نقرأُ رسائلهم قبل أن ننام بامتِنان .. فـ نحلُمُ بِهم وبلقائهم .. ونستيقظُ على صدى أحرفهم وأصواتهم .. تخفِقُ قُلُوبنا لرؤيتهم .. أو لمرور أطيافِهِم بالقُرب .. نبتسمُ وَحدنا إن ذكرناهم .. لا ننشغلُ بِسواهم .. ونسعى في طلب رِضاهُم .. ونتفننُ في إسعَادِهم ..
أتذكرُ حديث أستاذتي وهي تقُول : من تُحبه في الله كُلّما لقيته ازددتَ حُبّاً لله .. وليسَ لَهُ ! تترددُ جملتها داخلي .. وأبكِي حُباً مازادني حُباً لله !!
من نُحبهم في الله .. نهربُ من ظُلمة الدُنيا إليهم .. فيُذكروننا بالله وتُشرِق ارواحنا بعد عتمة .. من نُحبهم في الله ليس شرطاً أن نلتقيهم دوما أو نعرفهم .. من نُحبهم في الله نُحبهَم لأنهُم أحبوا الله وحرصوا على رضاه .. نُحبهم لِتقواهم .. لقُربهم من الله .. نُحبهم في الله ومن أجل الله ..
وأنّى نجِدُ هؤلاء ؟!!
قال تعالى : {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً }
أي وربي فتنة , أن لا نجِد في حياتِنا شيئا نفعله سوى الإنشغال بهِم ..
فتتعلق قلوبنا بهم .. و نَغرَق !!
أتأمّلُ قِصّة إبراهيم - عليه السلام - سيّدُ الموحّدِين الذي حين أتاهُ جِبريل وهو يُلقى في النّار فقال له : ألَكَ حاجة ؟! قال له : أما منك فلا , وأما من الله فحسبي الله ونعم الوكيل .. رغم شدة حاجته إلا أنه كان مُوحدا ..ورغم قوة توحيده .. دعا الله وقال : {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} .. فخَافَ على نفسِهِ عبادة الأصنام واستعَاذَ باللهِ منها ..
ويحَ قلبي ألا يخشى أن يزِلّ ؟!
ويظنّ بأنّهُ بعِيدا كل البُعد عن أن يتعلّق بسوى الله .. وهو يقرأ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}
والله لسنا معصومين ! وقد نقع -إن لم نكن وقعنا-
أحبتي ..
تأمّلُوا قُلُوبَكم .. أَعِيدُوا تَأهِيلَ عَلاقَاتِكُم مَعَ مَن حَولَكُم .. وازِنُوا في مَشَاعِركم , فَلا إفرَاط ولا تَفرِيط .. فجَميلٌ جِداً أن نَحتَوي مَن نُحِب ونُخبِرهم بِحُبنا لَهُم وأن نَتَواصل معَهُم .. لكن مُؤلِم أن يكُونوا هُم فَقَط شُغلَنا الشّاغِل .. وأن نُسرِف في حُبِنَا ونَتَجَاوز بِهِ الحَدّ !
أحبتي ..
تعَبّدوا الله بِاسمِهِ الحَفِيظ واسأَلُوه أن يَحفَظَ قُلُوبَكُم من أن تَلتَفِتَ لِغَيرِه وتَتَعلّقَ بِسواه .. وازدَادُوا مِنهُ قُرباً .. فَلا يَأتِي بِالقُلوبِ إلا هُو .. يَسُوقُها إلينَا مِن حَيثُ لا نَحتسِب .. نسألُ الله أن يَجعَلنا وإيّاكُم من المُتحَابّينَ فِي الله .. وأن يَجعَل حُبّنَا خَالصَاً فِيه ..
... مخرج } الذي يَمنَع العَبد مِن مُلازَمَة الطّاعَة أن يَكُون قَلبه مَشغولاً بِغيرِ الله . | |
|